محمد العايدي المدير العام
الدولة : عدد المساهمات : 209 تاريخ التسجيل : 02/08/2011 العمر : 29 الموقع : المدائن سات
| موضوع: مفهوم الويب ... الإثنين أغسطس 15, 2011 2:38 pm | |
| مفهوم الويب * يُعرّف الويب 2.0 ( Web 2.0) على انه «الجيل الثاني من المجتمعات الافتراضية والخدمات المستضافة عبر الانترنت»، ورغم غرابة التعريف إلا أنه ببساطة يتحدث عن ثورة معرفية جديدة في طريقها نحونا. فالانترنت «القديمة» بنيت على البنية العلائقية ( واحد - متعدد ) أو ما يسمى بـ One to many relationship، وذلك يعني «موقع إنترنت واحد لعدد كبير من المستخدمين» وحول هذا المفهوم بنيت أغلب مواقع الانترنت منذ تأسيسها. أما الويب 2.0 فهو يسعى لخلق مفهوم جديد، مبني على علاقة (متعدد - متعدد) أو Many to many relationship، وترتكز بنيته على خلق انترنت جديدة أكثر «إنسانية» وأكثر «تفاعلاً» من الانترنت (السابقة / الحالية: ولنسمها «ويب 1.0» من الآن فصاعداً لأغراض هذا البحث)، حيث سيكون المفتاح لفهم العلاقات داخل الويب 2.0 إدراك أن محوره هو «عدد كبير من المستخدمين لعدد كبير من المستخدمين». وبالتالي فإن مواقع الانترنت تحولت من وضعها القديم في الويب 1.0 كـ «غاية» في حد ذاتها إلى مجرد «وسيلة» و«منصة» فقط لاغير، وقد جعل ذلك الانترنت تتحول من مصدر للمعلومات الجاهزة إلى مصنع للمعلومات التفاعلية، وأدى إلى انتقال المستخدم من دور «الزبون» إلى دور «الشريك». إن الويب 2.0 ليست أداة جديدة، ولا تقنية أخرى، ولا هي لغة برمجة. إنها ببساطة مجرد مفهوم «Concept»، كما سبق شرحه، وبالتالي فإن أي موقع انترنت يفلح في تغيير تركيبته الداخلية من ( واحد - متعدد ) إلى ( متعدد - متعدد ) سينضم فوراً إلى عالم الويب 2.0. هناك مثل شائع جداً بين مطوري الانترنت يقول «لا تصارع الانترنت»، ومن الممكن جداً أن نعرِّف تطبيقات الويب 2.0 على أنها هي التطبيقات التي «لا تصارع الانترنت» وإنما تتماهى وتعيش معها في انسجام. تطبيقات الويب 2.0 * غني عن القول أن الويب 2.0 لم يظهر هكذا من الفراغ، ولم ينبثق من العدم، ولكنه ظهر بالتدريج خلال العشر سنوات الماضية، أما أول تحديد دقيق له فقد كان في عام 2004، حيث عقدت مجموعة من مطوري الويب والمهتمين بصناعة البرمجيات بمبادرة من تيم أوريللي صاحب مؤسسة «أوريلّي ميديا»، مؤتمراً لوضع الأسس والتعريفات الأولية لهذه التقنية. خرج المؤتمر بعدد من التوصيات والمقترحات حول «ماهية المبادئ الأساسية لتطبيقات الويب 2.0»، ومن جملة النتائج التي توصل إليها المؤتمر: أن يقوم التطبيق بالتعامل مع الانترنت كـ «منصة» فقط لا غير، وأن يتعامل مع المستخدم كمطور لا كمستخدم، أن تكون البيانات - فقط البيانات ولا شيء غير البيانات - هي القوة الدافعة للتطبيق؛ شكل التطبيق، سمعته، وملامحه الرئيسية يتم تحديدها بواسطة المشاركين، أن لا يكون للتطبيق إصدار محدد وذلك يعني أن يكون التطبيق مفتوحاً للتطوير إلى الأبد، أن يكون التطبيق مكوناً من عدد من التطبيقات الأصغر «Lightweight Modules»، وأن يقوم بتطويره عدد من المشاركين المستقلين من أماكن وخلفيات متنوعة. قام أوريلي بوضع هيكل لتطبيقات الويب 2.0 مكوناً من أربعة مستويات، بدءًا من المستوى الثالث وحتى المستوى صفر، ففي المستوى الثالث يكون التطبيق معتمداً بصورة كلية على الانترنت، ولا يمكنه العمل من دونها، ويعتمد بصورة كلية على وجود المشاركين ومن دونهم يتوقف التطبيق عن العمل، مثل موقع «eBay». والمستوى الثاني من هيكلية الويب 2.0 هو مستوى التطبيقات التي تعمل على الانترنت ولكنها تستطيع الاستفادة من مميزات العمل خارج الشبكة، مثل موقع «YouTube»؛ بينما تعمل تطبيقات المستوى الأول خارج الشبكة ولكنها تستطيع الاستفادة من وجود الشبكة، مثل برنامج «iTunes»؛ أما المستوى الأخير فهو المستوى صفر وفيه تعمل التطبيقات خارج الشبكة ويمكنها أن تعمل أيضاً داخل الشبكة، مثل برنامج «Google Earth». وبصورة عامة فإن الويب 2.0 يتكون من عدد من عشرات وربما مئات التطبيقات الرئيسية التي تشكل العمود الفقري له، من هذه التطبيقات على سبيل المثال: المدونات، الـ «ويكيز»، منتديات الحوار، ملقمات «RSS». المدونات * المدونة «Blog» هي موقع انترنت، ترتب فيه المواضيع المكتوبة حسب التاريخ بحيث تظهر المواضيع الأحدث في الأعلى والأقدم في الأسفل، ويقوم على تحرير هذه المدونات أفراد ذوو اهتمامات مختلفة، ويمكن لأي شخص ان يصبح محرراً ويمتلك مدونته الخاصة، حيث يقوم عدد كبير من المواقع بتقديم هذه الخدمة مجاناً لمستخدمي الانترنت. وقد ظهرت المدونات في عقد التسعينات، وحسب آخر الاحصاءات التي قام بها موقع «technorati.com» المتخصص في البحث داخل المدونات، فإن عدد المدونات الموجودة في الانترنت حالياً هو 107 ملايين مدونة. توفر المدونات خياراً لمن لا يملكون أي خيارات، فكما نعلم فإن أجهزة الإعلام الرسمية مملوكة لمؤسسات إعلامية ضخمة وثرية، وقد كان خيار النشر سابقاً قبل ظهور ما يمكننا تسميته بـ «ثورة المدونات» مقصوراً على الاشخاص المرضيّ عنهم من قبل هذه المؤسسات الإعلامية سواءً كانت حكومية أو خاصة، أو على الأقل لمن لا تسبب كتاباتهم حرجاً وتعارضاً مع مصالح هذه المؤسسات. أما اليوم، فإن المدونات قامت بتغيير هذه الخارطة، مرةً واحدةً... وإلى الأبد، وبات من حق الجميع أن يكتب، مثلما هو من حق الجميع أن يقرأ. وبغض النظر عن مدى الاتفاق مع هذه النظرية أو لا، فإن الاتفاق مع النظرية السابقة كان أصعب «النظرية السابقة تقول إن النشر يحتاج إلى إذن وموافقة». وقد ظهرت المدونات في العالم العربي متأخرةً بعض الشيء، كما هي العادة دائماً، ولكنها استطاعت في فترة وجيزة أن تسيطر على الأجواء، وأن تسهم في تشكل الرأي العام والوعي لمجموعات كبيرة من رواد الانترنت وعابري سبيلها بل وحتى جيرانها. ولم تُخْفِ الحكومات المختلفة خوفها من هذه الثورة القادمة، وبدأت في مطاردة المدونات، والمدونين، ومواقع الانترنت المستضيفة للمدونات، وإلخ ... فكانت النتيجة أن سجلت بعض الحكومات أرقاماً قياسية في عدد المدونين الذين يتم اعتقالهم في العالم الواقعي عقاباً لهم على آراء كتبوها في عالم افتراضي، مما حدا بمنظمة العفو الدولية في العام 2006 أن تندد بشدة بهذا السلوك، محذرة دولاً عربية عدة من وخامة العواقب المترتبة على هذه الاجراءات، وأسست منظمة العفو الدولية في نفس العام «دعوة إلى المدونين» تطلب منهم فيها الدخول إلى الشبكة ورفع أصواتهم من أجل حرية التعبير على الانترنت
| |
|